المدير العام

نرحب بالضيوف الكرام ،،

الخميس، 2 أغسطس 2012

5 خطوات لتحقيق حُرية مالية أكبر في 2012

          وظيفة مرموقة بدخل 200 ألف ريال سنوياً وفيلا بمساحة 500 متر مُربع وفيها مسبح صغير وسيارة فخمة ألمانية مع مليون ريال استثمارات، ذلك هو الحلم الذي يفيق ويغفوا عليه مُعظم البشر، إنها الحرية المالية التي ينشدها أُناس كُثر، ولعل هذا ما غرسته فينا الرأسمالية من خلال الأفلام الأمريكي.
لكن المطلوب يا صاحبي بعض التواضع في الطموح والأحلام ولنتفق على أن الحرية المالية عند عموم البشر هي الوصول للمستوى الذي يُزيل عن الفردّ منا أغلب الديون والالتزامات، ويوفر له دخل مادي يزيد بقليل عن متوسط الرواتب، حتى يُمكن الاشتراك في بعض صناديق الإدخار أو الصناديق الاستثمارية ذات السمعة الجيدة والتي ينصح بها الخبراء، وحتى من يعملون في القطاع الخاص يكتفون بوضع جزء من رواتبهم في التأمينات الاجتماعية في نهاية عمله تقاعد مريح، بالطبع هذا طموح عادل ومعقول جداً، ولكنه صعب بنفس الوقت ويحتاج الي المثابرة وطول النفس، وقد يعتبر البعض أن هذه المُاثبرة هي متعة وتحدي للذات.
إننا في بداية العام الجديد ملئنا الأمل بحرية مالية فلما لاتدعنا نقترح عليك خمس خطوات بحثنا فيها ووجدنا أنها أكثر فعالية لتقربنا من أهدافنا خلال العام الجديد وليس بالضرورة توصلنا لأهدافنا:

1- أنت الشرارة الأولى للحرية المالية

إذا تجولت بين الكتب والمقالات المالية وقصص الناجحين، ستجد أن هناك إجابة بديهية ومتكررة، وهي العامل النفسي المتمثل في الرغبة والإرادة نحو تحقيق ذلك الهدف، فلا يهم التخطيط بقدر ما يهم التنفيذ، وبنفس الوقت لا يهم التنفيذ بقدر ما يهم الدافع، فهو الفيصل الذي يحكم بين المنفذين للخطط.
لذلك من البداية يجب ان تخلق الدافع وتهيء الاجواء من حولك لتدفعك نحو تحقيق الحرية المالية، وأحد المختصين بالمالية الشخصية إقترح فكرة بخصوص وهي الإختلاء بالنفس قليلاً في غرفة مظلمة لمدة 20 دقيقة يومياً والإستماع للموسيقى، مع التخيل بصدق وبجدية أنك تملك مبلغ من المال وليكن في البداية خمون ألف ريال مع استحضار كافة التفاصيل من خطوات إيداعه بالبنك واستلام إشعار بذلك من موظف البنك ثم وضع الخطط للتصرف واستغلال هذا المبلغ …إلخ، ويضيف هذا المختص إن الإلتزام يومياً بمثل تلك التمارين التخيلية يمكنها ان تخلق دافع جيد نحو الحرية المالية، قد تقول أن هذا ضرب من ضروب الوسوسة ولكنها طرق مُجربة لتدريب عقلك الباطن لتكون الإرادة وتنميها.
كما يجب إحاطة النفس دائماً بما يذكرها بالحرية المالية مثل كتابة كروت ورقية صغيرة بكلمات محفزة وتعليقها على ثلاجة الطعام التي تعتبر رمز لمصاريف استهلاكية قاتلة للميزانية الشهرية، وكذلك وضع البطاقة بجانب عداد السيارة لتذكرك دائماً بالحرص على خططك اثناء وجودك بالخارج، وياحبذا بكرت أخر في محفظة النقود وهكذا.
وذكر نفسك بشخصيات ونماذج ناجحة مالياً تعرفهم بين أسرتك وأقاربك أو حتى في مُجتمعنا، تذكر واستحضار هذه الشخصيات سيجعل روحك وعقلك الباطن يُشع طاقة مجانية دافعة وقادّة.

2- حددأهدف لتحسين وضعك المالي بنسبة 10% (الإستثمار والتعليم)

إن معدل نمو سنوي في وضعك المالي وتكون نسبته السنوية 10% هو تحرك أكيد وفعال نحو الحرية المالية، ويعتبر مقبول وممكن تحقيقه للوصول لمستوى الحرية المالية المنشود خلال 9  أعوام في المتوسط العام، كما أنها نسبة نمو مُناسبة لمن وضعهم المالي سلبي أي من لديهم ديون ومبالغ مالية مُتعثرة، ولكن كيف ستُحقق هذه النسبة من النمو؟!
إبك وحيداً :) … نعم إبك وحيداً، فأنت من يجب عليه ان يحلل مصادر الدخل الخاصة به كافة وكذلم مصادر الدخل المتوقعة خلال 12 شهر القادمة من العام الحالي، وكما حددت مصادر الدخل فقم بتحديد القنوات التي تُنفق فيها والالتزامات الصغيرة التي عليك قبل الإلتزامات الكبيرة والطارئة، وكل هذه المصاريف والنفقات تتعرف عليها من خلال تجربتك في السنين الماضية.
بعد تحليلك للدخل المتوقع والمصرفوات والنفقات الأكيدة والمتوقعة فيُمكن حساب الفجوة بين النفقات والدخل، ثم ابتكر حلولك الخاصة حتى تُقلل الفجوة لو كانت ضدك أو تستغلها الفائض إن وجدّ للادخار والاستثمار.
يجب مُراعاة أن يكون من ضمن مصادر الإنفاق (بغض النظر عن موقف الفجوة) باب ونصيب خاص للإستثمار على 10% (وسيندرج تحت بند الإستثمار مبلغ التأمين والمعاشات بالنسبة لموظفي القطاع الخاص)، والتعليم وتطوير الذات 10%، وبالطبع سيتم تحديد نسبة مُحددة لضروريات الحياة تناسب أسلوب حياة الفرد ومسؤلياته، ولكن بعد تحديد تلك النسبة فيجب أن لا تتجاوزها بأي شكل من الأشكال وتُنفق على حساب بندّ الإستثمار وبندّ التعليم.
من ضمن الحلول التي تجبرك على الإلتزام ببند الإستثمار هو شراء الإستثمار بالقسط!، صحيح نحن بهذا الموضوع لا نشجع المزيد من الدين، ولكن من أجل الإلتزام قد يكون شرائك إستثمار بقيمة 10% من دخلك السنوي خلال هذه الأيام عبر أي قرض بنسبة مرابحة منخفضة أو حتى من مالك الشخصي إن توفر، وبعد ذلك تسدد ذلك الإستثمار كل شهر.

3- اجعل هذا العام يجمع بين الإستثمار الآمن والربح السريع

في الخطوة الثانية تحدثنا عن الحد الأدنى للإستثمار في الخطة المالية ولكن يجب أن نتحدث ايضاً عن استغلال الفرص الإستثمارية ذات الجدوى بسوق الأسهم في 2012م، وبالنسبة لأصحاب الثروات، فالأسعار إنخفضت بشكل كبير مما خفض نسب المخاطرة، والأسهم العربية بصفة عامة كإستثمار طويل الأجل يأمل لها ان تحقق ما لايقل عن 14% كعائد سنوي خلال 10 سنوات خصوصاً بعد تلك الأسعار والفترة الطويلة بالركود والأزمات (وللعلم العائد الحقيقي لسوق الأسهم الامريكية منذ عام 1918 كان 11% سنوياً)، وهو عائد سيفوق بلا شك أي اداة إستثمارية أخرى، كالذهب والعقارات والسندات لذلك تحويل وتوزيع الجزء الأكبر من الثروات ناحية سوق الأسهم قد تكون فرصة العمر للوصول سريعاً إلى الحرية المالية.

4- اجمع بعض المال لأبنائك بطريقة بسيطة

إننا حول نسب المرابحة نتحدث، تخيل أنك اليوم  تستثمر مبلغ معين، فإنك بعد فترة ستحصل علي المبلغ الأساسي مع الربح، ثم تُعيد استثماره لتحصل على ربح من مبلغك الأساسي واربح الذي نتج عنه في الفترة السابقة، وهكذا اللعبة أي أن الربح تراكمي، ومثال على ذلك أنك تستثمر تستثمر 200 ريال شهرياً لمدة 25 عام بنسبة مرابحة 11% كمتوسط عام كما في الأسهم، وهذا يعني أنه سيكون لديك ما لا يقل عن 317 ألف ريال سعودي في سنوات من الاستثمار المُنتظم.

5 – أمن نفسك

إن مخاطر الإستثمار وأزمات الحياة والديون هم جميعاً أعداء الحرية المالية، والقضاء عليهم يمثل تحدي كبير وإنجاز يستحق أن تفخر به وربما اكثر مما سبق ذكره، فدائماً ننصحك أحط نفسك بعقود التأمين والتكافل في سفرك وعملك ونشاطاتك الرياضية، وعلى بيتك وسيارتك، وأحط حولك المختصين لتدبر ثرواتك وخطواتك إن أمكن، وعقود تحميك من الإفلاس والنصب (لا قدر الله)، يكفي الدخول في مُساهمات عقارية غامضة ومُخادعة، يكفي الدخول في مُساهمات مثل بطقاقات سوا أو تايد وغيرها من المُساهمات التي يقوم فيها النصابون والمُخادعون بإبتكار طريقة ألف طريقة لجذب المُساهمين، إذ لانستبعد أن يأتي من يطرح مُساهمة في موقع تويتر ونجد من يُصدقه ويرمي نفسه معه كما يرمي الجرادّ نفسه نجو الضوء الحارق، وكما قالوا رزق الهبل على المجانين :) لذلك نقول خلك ذيب واحمي نفسك.
وكذلك عند الإستثمار دائماً امتلك بعض خيارات الأسهم التي تغطي الخسائر عند انخفاض اسعار الأسهم العالمية، وفي حالة الإستثمار المباشر يجب ان يكون الإستثمار بحد أقصى للخسائر والشراكة تكون شراكة موصية وليست متضامنة.